ما الـذي سـيخلف أسـطوانات الفيـديو الرقميـة
صفحة 1 من اصل 1
ما الـذي سـيخلف أسـطوانات الفيـديو الرقميـة
ما الـذي سـيخلف أسـطوانات الفيـديو الرقميـة
ببلوغ أسطوانات الفيديو الرقمية من الجيل الأول حدها الأقصي من حيث التطور في السعة وسرعة التسجيل والاسترجاع.. كان لابد من بزوغ جيل جديد قادر علي تقديم مزايا أوسع وإمكانات تخزينية أكبر تناسب الاحتياجات المتزايدة في عالم التخزين وما يحدث الآن أن ولادة الجيل الجديد من هذه الأسطوانات تصاحبها جلبة وجدل وصخب شديدين, فعلي الرغم من أننا نعيش فترة الميلاد ظهر علي الساحة الآن طرفان يتسمان بالقوة والتطور كل منهم يصارع بشراسة من أجل أن يكون هو الجيل الجديد هذان الطرفان هما تكنولوجيا اسطوانات الليزر الازرق وتكنولوجيا الاسطوانات عالية التحديد وبمرور الوقت يشتد السباق بين الطرفين دون أن تظهر أي بادرة علي أن أي منهما قادر علي حسم الأمر لصالحة أو أن الاثنين يمكنهما التعايش معا, مما يطرح تساؤلا وحول ما إذا كانت خلافة الجيل الحالي ستصح ثنائية وليست لصالح طرف واحد.. فما الذي يجري في هذه الحرب؟
والمعروف أن سعة أسطوانات الفيديو الرقمية من الجيل الأول تكاد تناهز الـ9 أو10 جيجابايت بالكاد, ويمكن التسجيل عليها أكثر من مرة, وظهرت بالأساس لتكون أوعية تخزين مناسبة لملفات الفيديو والألعاب والأفلام المخزنة رقميا ومكتبات الصور عالية التحديد وغيرها من أشكال المحتوي ذات الحجم الضخم.
ولأن هذه السعات لم تعد تفي بكل احتياجات المستخدمين ظهرت الحاجة لجيل ثان من أسطوانات الفيديو الرقمية يضاعف سعة التخزين وبالفعل ظهر نوعين من هذه الاسطوانات الأول يستخدم ما يعرف بالليزر الازرق في عمليات التخزين والاسترجاع وهو ذي سعة25 جيجا بايت علي الاسطوات التي يتم التخزين فيها علي طبقة واحدة و50 جيجا بايت علي الاسطوانات ثنائية الطبقة ويقف وراء هذه التكنولوجيا كل من أبل وديل وهيولويت باكرد وبانسونيك وفيليبس وبايونير وسوني وفي المقابل ظهرت الاسطوانات العاملة بالتكنولوجيا عالية التحديد وهي ذات سعة15 جيجا بايت في الاسطوانات احادية الطبقة و30 جيجا بايت في الاسطوانات ثنائية الطبقة ويقف وراء هذه التكنولوجيا ان اي سي وتوشيبا وغيرهما.
ويعمل كل فريق بفلسفة مختلفة تماما عن الآخر ففريق تكنولوجيا الاسطوانات عالية التحديد يتبني فلسفة تركز علي انتاج اسطوانات بأسعار رخيصة وسهولة في عملية النسخ بالنسبة للمستخدمين بما يحقق في النهاية انتشار سريع وواسع النطاق ولو علي حساب سعة التخزين ولذلك فهم يتحدثون عن سعات لا تتعدي الثلاثين جيجابايت علي اقصي تقدير أما فريق الليزر الازرق فيتبني فلسفة تركز علي الفوائد طويلة الأمد بالنسبة للمستخدمين من خلال إتاحة سعات تخزينية قابلة للتطور والزيادة المهولة مع الوقت وفي خطتهم الوصول بالسعة التخزينية للاسطوانة الواحدة الي100 جيجابايت مستقبلا تستخدم في عرض الفيديو عالي الجودة وتخزين احجام اكبر من المحتوي ويأتي اهتمامهم بالسعر في مرتبة أقل ومن هنا فإنه من الصعب الحديث عن نقاط للتلاقي علي مستوي الرؤي فضلا عن المسائل الفنية والتقنية المتعلقة بكل طرف.
وفي أوائل هذا العام سرت شائعات عن وجود' محادثات سلام' بين الطرفين بغرض إحداث نوع من التنسيق والتلاقي لكن فيما يبدو أن هذه المحادثات توقفت ولم تسفر عن شيء لأن المعسكرين بدآ في العمل علي طرح منتجاتهما في الأسواق بشكل منفرد وذكر المتحدث الرسمي باسم تحالف مناصري اسطوانات الليزر الازرق أن هناك الكثير من الشائعات والتخمينات ولم ينف أو يؤكد صحة هذه الشائعات لكن محللون مستقلون يرون أن مسألة تلاقي الفريقين علي حل وسط أو دمج المنهجين المستخدمين في التكنولوجيتين يعتبر شيئا صعبا جدا إن لم يكن مستحيلا علي الأقل في الوقت الحالي بسبب اختلاف الفلسفة التي يتبناها كل منهما.
والمشكلة أن الحرب بين الفريقين لا تقتصر علي الجهات المنتجة للاسطوانات ووحدات التشغيل فقط ولكن امتدت لتشمل المستخدمين كذلك فشركات صناعة الافلام والمحتوي الامريكية خاصة في هوليود منقسمة هي الاخري فشركات توني سينشري فوكس وإي إي بي إن وميراماكس وسوني بيكتشرز وتاتش ستون ووالت ديزني يدعمون تكنولوجيا الليزر الازرق أما شركات إتش بي أو نيو لاين سينما وبارامونت بيكتشرز ويونيفرسال ستديوز وورانر براذرز فتدعم تكنولوجيا الاسطوانات عالية التحديد وما يزيد من تعقيد الأمور أن أي من هذه الشركات لم تقم بعقد اتفاق حصري مع أي من الشركات المنتجة لهذين النوعين من الأقراص وقد أعلنت سوني أنها سوف تدعم استخدام اسطوانات الليزر الازرق في جهازها الجديد بلاي ستيشن3 بينما لم تعلن مايكروسوفت عن دعم استخدام الاسطوانات عالية التحديد في جهاز الألعاب إكسبوكس360 ولكن هناك شائعات تقول أنه ربما يكون الإصدار الجديد من جهاز الإكسبوكس يحتوي علي مثل هذا الدعم.
وهناك الكثير من الدلائل علي أن الهوة تتعمق بين الفريقين ومن ذلك مثلا الدراسات المستمرة والمعمقة التي يجريها كل فريق علي تفضيلات وتوجهات المستخدمين سواء الأفراد أو المؤسسات والشركات سعيا وراء كسبهم إلي صفه, فعلي سبيل المثال نفذ اصحاب اتجاه اسطوانات الليزر الازرق دراسة علي شخصا تترواح أعمارهم بين18 و64 سنة واستهدفت الدراسة التعرف علي وجهة نظرهم وتصوراتهم عن الجيل الثاني من اسطوانات الفيديو الرقمية واتضح من الدراسة أن70% يركزون علي ضرورة توافر خاصية التوافق العكسي في المنتجات الجديدة أو التوافق مع أكثر من نمط بمعني ان تكون وحدات تشغيل اسطوانات الجيل الجديد قادرة علي تشغيل اسطوانات الفيديو الرقمية الحالية, وكذلك إمكان تشغيل اسطوانات الجيل الجديد علي أجهزة الألعاب وأعرب الجميع عن رغبتهم في الاحتفاظ باسطوانات الفيديو الرقمية الحالية.
وابدي المشاركون في الدراسة اهتماما كبيرا بأن يتم استخدام الاسطوانات الجديدة علي وحدة التشغيل الخاصة بها بطرق مختلفة وعلي أجهزة مختلفة مما يمهد لظهور الاسطوانات متعددة الاستخدامات والخصائص, وقد شرح مارتي جوردون نائب رئيس فليبس إلكترونيكس والمتحدث الرسمي باسم تحالف اسطوانات الليزر الازرق بقوله أنه يعني أن يعمل احد اوجه اسطوانات الفيديو الرقمية كاسطوانة ليزر ازرق من الجيل الجديد تبلغ سعتها25 جيجابايت والوجه الآخر يعمل كاسطوانة فيديو رقمية عادية من الجيل الحالي سعتها8.5 جيجا وتعمل علي وحدة تشغيل واحدة في الحالتين او وحدة تشغيل ومن الجيل الحالي أو يكون أحد وجهي الاسطوانة من نوع الليزر الازرق بسعة25 جيجا بايت وعلي الوجه الآخر اسطوانة مدمجة عادية سي دي روم ذات سعة800 ميجا فقط وقال جميع من شملتهم الدراسة أنهم يريدون اسطوانة يتم تشغيلها علي أي وحدة تشغيل سواء كان جهاز ألعاب أو حاسب أو جهاز تسجيل وكشفت الدراسة أن حوالي62% يريدون استخدام اسطوانة يمكن تشغيلها علي المشغلات الثلاثة السابقة وقال فريق اسطوانات الليزر الازرق أنهم سيعملون علي تلبية كل هذه الاحتياجات.
وفي ضوء الملابسات العديدة السابقة.. يري غالبية الخبراء أنه من غير المتوقع أن يتفق المعسكران علي حل لخلافاتهما والحالة الوحيدة التي سينتهي بها هذا الصراع هي تخلي أحدهما عن جميع التكاليف التي أنفقت في البحث والتطوير وعن أي مكاسب محتملة وترك الساحة للطرق الآخر وحتي يحدث ذلك ستستمر حالة الشد والجذب بين الفريقين وستنتقل آثارها إلي المستخدمين أفرادا ومؤسسات ليصابوا هم أيضا بالحيرة وقد ظهرت بوادر ذلك بالفعل فاستديوهات هوليود ـ أكبر جهة يراهن عليها الطرفين ـ لم تقرر بشكل نهائي اختيار اي منهما كحل يعتمد عليه علي الأمد البعيد, ولذلك فالأمور مرشحة لمزيد من الصراع وإن كانت الخبرة التاريخية تقول أن الطرفين سيصلان في وقت ما إلي لحظة مواجهة تقتضي أن يحسم أحدهما الأمر لصالحة وينسحب الآخر الي متحف التاريخ
__________________________________
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى